مش فاهم الناس مستغربة ليه من اللي بيحصل: عندك أنا مثلا، كنت حانتخب حازم ودلوقت حانتخب أبو الفتوح ولو مرسي هو اللي نجح حافرح ولو صباحي أو خالد على نجح مش حازعل، أختي إخوان وجوزها إكس إخوان وأخويا 6 أبريل وأخويا التاني كنبة و ابن عمي ضابط شرطة وابن عمي التاني ضابط جيش ومربي دقني من ساعة ما أبويا مات ومش عارف أصلي الفجر حاضر لحد دلوقت!
شايف أن الشريعة كلها أمر لازم لكل مسلم وللدول اللي أغلبيتها مسلمين وأن مسألة التزامي بيها منفصل عن جدوى مردودها السياسي أو الاقتصادي ومنفصل عن مدى اتساق سلوكي الشخصي أنا أو أي حد معها (كلنا خطاء) لأن التزامي بيها نابع من أن ربنا اللي فرضها علينا وأوامر ربنا مش خاضعة لوجهة نظري أو تقديري الشخصي. ومع كده مقتنع أن ما شرعه الله فيه صلاح الدنيا والآخرة وأن مردود نظامنا
السياسي والاقتصادي الملتزم بإطار الشريعة أفضل وأنجع من مردود أي نظام آخر.
شايف السلفيين أكتر ناس ملتزمين بدينهم وأخلاقه وأنهم لا متخلفين ولا جهلة لأني عارف مستويات تعليمهم ومجالات شغلهم كويس وشايف الإخوان أكتر ناس نشطين ومنظمين ومفيش غيرهم ينفع يحكم البلد ويشيل الليلة دلوقت لأن مفيش فصيل تاني منظم قدهم وليه متخصصين في كل مجال وناس في كل حي وقرية في مصر غير تنظيم أمن الدولة بس، لكن في نفس الوقت شايف قيادات الإرشاد الحالية عجزت وفكرها السياسي محتاج يتراجع ويسيبوا الناس اللي شغالين على الأرض (زي البلتاجي والعريان وحسين ابراهيم وغيرهم) هما اللي يسوقوا السياسه ويتقاعدوا هما أو يتفرغوا للدعوة والعمل الخيري. ومقتنع إن الإخوان (كتنظيم) حيتفككوا بسبب السياسه وتفاصيلها في أجواء الحرية لأنهم زي أي مجموعة كبيرة مليانين اختلافات. بس نفسي ده ما يحصلش دلوقت ويستنوا معانا لحد ما نعدي ونعمل انتخابات رئاسة ودستور و انتخابات محليات بدل ما العسكر يستفردوا بينا. مقتنع أنهم لو حكموا لازم بعد فترة نغيرهم لأن الحكم فتنة ومفسدة وأنهم حتى لو ما فسدوش برضه دولتهم حتنتهي لأن دي سنن ربنا وحتى دولة الخلافة الراشدة انتهت. أما كونهم بيتحركوا علشان مصالحهم السياسية فدي حقيقة وفي نفس الوقت مش تهمة! أي تنظيم ليه رؤية سياسية معينة شايف أن فيها مصلحة البلد من حقه بل من واجبه أنه يشتغل علشان يقدر يوصل للحكم وينفذ رؤيته وبرنامجه. ده السلوك الطبيعي وما فيش فيه أي تهمة في النظام الديمقراطي اللي الناس فيه بتعرض أفكارها على الشعب وتقدم نفسها للقيادة والشعب يختار. وشايف أن مش من العقل أو الحكمة أن أي حد يحكم على البرلمان اللي هما فيه أغلبية دلوقت بعد 4 شهور بس من تشكيلة كان فيها انتخابات مجلس الشورى وفتح باب الترشح للرئاسة وحكومة غير منتخبة وكوارث متكررة عطلت عمل المجلس وجدوله الطبيعي (مذبحة بورسعيد كانت بعد أسبوع واحد من انعقاد المجلس وبعد ما انتهى من تشكيل لجانه مباشرة).
6 أبريل في مجملهم شباب متحمس مفيش فيهم خبرات سياسية كبيرة علشان كده دايما مواقفهم حادة على طول الخط و معظم مؤسسين الحركة أصلا شباب من كفاية وشباب إخواني وإسلامي ومن حزب العمل وأسسوها بعد ما تضامنوا مع عمال غزل المحلة في إضرابهم 6 أبريل 2008 بأنهم نشروه على الفيس وعمل تأثير كبير وناس كتير (منهم العبد لله) شاركت فيه. وهما ملهمش قيادات كبيرة ومهماش تنظيم صلب له عقيدة سياسية محددة لأن خلفيات الشباب اللي فيه مختلفة علشان كده بيتحطوا في مواقف تشوه صورتهم وبينجروا لمعارك خسرانه بسهولة وعلشان هما أصلا حركة احتجاجية ملهاش برنامج سياسي منظم دايما بيبقى شكلهم مش عاجبهم العجب. لأن دي طبيعتهم يقولوا لأ في وش الغلط أو اللي هما شايفينه غلط لكن مش ضروري يقدموا تصور لإيه ممكن يكون الصح.
الجيش والشرطة بتوعنا رغم المشاكل الكتير اللي فيهم نتيجة وجودهم في أيد نظام الحكم القذر بتاعنا لكن فيهم ميزة أنهم مش مؤسسات ليها انحيازات قبلية أو جهوية أو طائفية أو حزبية معينة. انحيازها الوحيد للسلطة القائمة اللي كتير قوي بسبب عقليتها الأمنية البحتة بتحاول بشكل ما أنها تفلتر المؤسسات دي من أي أشخاص أو أفكار تشكل خطر عليها (الإسلاميين و الأفكار الإسلامية لعقود طويلة) وتشوه أي خصوم ممكن يحسوا أنهم ممكن يهددوا سلطتهم قدام أفراد المؤسسه (زي الإخوان والجماعات الإسلامية لعقود و6 أبريل والحركات الثورية بعد الثورة). لكن هما من أوسط الناس في مصر وبشكل كبير أفكارهم وأخلاقهم فيها تنوعات المجتمع المصري وبالتالي هما لا ميليشيات طنطاوي ولا مرتزقة ولا الكلام الفانتازي ده. هو واحد بيخدم في مؤسسه فهمته أن السلفي اللي بيتظاهر إرهابي والإخوانجي بيتظاهر علشان يوصل للحكم وبتاع 6 أبريل بيتظاهر علشان متمول وعاوز يهدم الدولة. لكن لو عرفنا نغير السلطة وإعلامها وعقيدتها ممكن نحل مشاكل الإدراك دي.
الإخوان ما ركبوش على الثورة ولا باعوها والسلفيين ما بيعضوش و6 أبريل مش خونة ممولين والجيش جيش الشعب والشرطة برضه ممكن تبقى في خدمة الشعب وما فيش تناقض بين أنك تكون إنسان ضعيف عاص مش ملتزم قوي وبين إنك تدافع عن الشريعة والدين
كل ده ممكن، بس قرب واسمع واقرا التفاصيل وما تكتفيش بالعناوين وما تاخدش أخبار أبدا من مصدر واحد (لازم 3 مصادر على الأقل وعلشان تتأكد اسمع كل المصادر) واسمع من الناس مش من الإعلام.
عندي ثقة أن ربنا حيعدلها بفضله وكرمه ورحمته.
وعلى الله قصد السبيل
عبدالرحمن عبد الودود، القرية الذكية، 5 مايو، العام الثاني للثورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق